نموذج الاتصال

الرسالة الأولى: ستجده

 

الحادي عشر من فبراير، سنة 2022


مرحبًا، كيفك في هذا اليوم؟ لعلها نهاية أسبوع ممتازة..

أخط هذه الرسالة في زاوية الغرفة العلوية، صوت sognatore” ينبعث من سماعتي اللاسلكية، وأحضن بكلتا يديّ مشروبي ووقع الاختيار هذا الصباح على اللاتيه الساخن.

هذا من الصباحات الحالمة جدًا، لأنني كنت أتحدث به مع عزيز، أتاني كأنه يخطو على خضرةٍ لا يريد أن يفسدها، مضى نحو قلبي على استحياء حتى تمكّن منه غير آبه بمن يزاحمه من قبل.

 

بعد أن قصصت عليك بعض أحوالي، فلتسمع مني كليمات يا صديقي -ولتعتبرني صديقك المقربأود منك أن تكون بخير، وألا تفقد الأمل في صنع مباهجك الصغيرة، قطعة الشوكولا التي تخرجها من الدُرْج السُفلي لتستمتع بها، قهقهة مع صديق، نغمة دلال من حبيب. قد ترى كلامي عام، شأنه شأن التمنيات الطيبة التي يقولها سائق التكسي للراكب بعد أن يدفع الأجرة، ويقولها موظف المصرف للعميل بعد أن ينتهي من إيداع المال، ولكني هنا أقصدها، أكتبها، وأعنيهااعتبرني صديقك المقرّب -ولو لم أكن كذلكالذي يميل عليك بعد أن تسببت لنفسك بكثير من المشاكل ويقول "ارحم نفسك"

 

لن أقول لك أن الحياة ستصبح فجأة وردية، أنت وأنا نعلم أنه من المستحيلات، هراء المدينة الفاضلة لن يتحقق، المعارك ستبقى، ولكن حاول أن تُبقي جسدك خاليًا من الطعنات، ماذا تقول يا صديقي؟ أسمعك، قلت أنك طُعنت بالفعل؟ حسنًا لا بأس.. دائمًا يوجد ضمادة نظيفة تستطيع أن تضيفها على جرحك، تُطهره بعد أن أُدمي.. لا بد بعد هذا العناء من شيءٍ يأتي على جراحك بلسم، وعلى شفاهك بسمة.. ربما لم تلتقي بأحدهم، أو التقيت به وذهب، ولكن الحياة لن تعدم الأنقياء، وستلتقيهم، أثق بذلك، ويجب أن تثق.

 

- إليكَ، من متعب.

 


2 تعليقات

  1. دائماً ما أجد شئ مني بين كلماتك، شكراً متعب

    ردحذف