نموذج الاتصال

هذه اللعبة، تسمى التخبط

 على سفح من المشاعر أخشى السقوط فيه، وأخشى المضي منه، أطل وقدماي يعانيان من ألم السقطات السابقة.. بدا القفز الحر دون تقدير فكرة ملحة تطرق البال دون هوادة..

السماء تداعب أعين العاشقين، ونسمات الهواء تتخلى عن عناصرها الكيمائية لتغدو ذرات سعادة، ولكن التفوه بالمشاعر عظيم، ومغبة القفز مكلفة لمن ذاق صلابة المنحدر.

آخذ أنفاسي بتؤدة وأردد "الوقت مو مناسب" والحقيقة أنني لا أدري متى هو الوقت المناسب، لا يوجد على حائط الدنيا منبه يدفعني للتفوه بما اندلع في قلبي حين تأتي اللحظة، ولكنني أؤجل، أنتظر.

 

أحاسيسي أطفالي، وهاجسي أن يموت ابني وهو جنين، وهاجسي الأخوف أن يموت بعد أن يكبر وتصطبغ لحظاتي بهمساته، تتعلق أشيائي بأشيائه، ويترك بصماته في مسرح العمر بعد أن تتعذر عودته.

رجلي تنزلق، وأدرك أنني لا محالة واقع واقع، وما هذا السقوط من معبر إلا عبارة غشَّني بها نيتشه: "إن في الحب شيئًا من الجنون، ولكن في الجنون شيئًا من الحكمة"، أكتم أنفاسي كغوِّاصٍ يعرف أن الأوكسجين سيفارقه في مرحلته القادمة.

لم تحن اللحظة بعد، بيد أني أتحضر لها جيدًا، أرى الحادث وشيك، أتأكد من حزام الأمان، أقبض على ما حولي، سأرتطم بحوادثٍ لا تنتهي قبل أن تستقر السيارة على إحدى جوانب الطريق، ويدوي قول بودلير: "هذه اللعبة، تسمى التخبط"


إرسال تعليق