نموذج الاتصال

الرسالة الثانية: سيمضي


الثاني عشر من فبراير، سنة 2022

 

صباح الخير للمرة الثانية، أجلس الآن قرب المكتب وأمامي كتب جهابذة العلم، وكطفلٍ حضر وليمة لا يوجد بها من سنهِ أحد فاستوحش المجلس، هذا أنا بحضرتهم.

وأما عما أسمعه في هذا الصباح، فهي:

tarantella sangiuvannara

لأنني أنهيت تقريبًا كل ما لديّ من أعمال في الليلة الماضية فأردت شيء يُشعرني بالبهجة حين يرنو إلى أذنيّ.

 

أما الآن ماذا عنك؟ حدثني عن حلمك الذي كنت تحلم به حين وجه إليك المعلم في السنة الأولى الابتدائية السؤال الشهير: "وش بتصير لما تكبر؟" فأجبت كما يفعل الطلاب. هل حلمك ذاك هو حلمك الحالي أم تبخر؟ على الأرجح كنت تجاري الموجة في الإجابة والآن أنت تختلف تمامًا عما ظنه شبيهك الصغير.

هي سائر الأحلام كهذا الطموح، تريد شيء، ثم تمضي الأيام ويختفي كأنه لم يكن. تخطط لأشياء، وما إن يرحل العمر رويدًا حتى تنسى ما كنت تخطط من أجلهِ.

دأب الدنيا مذ عرفناها، ويقول ابن الرومي "إن من ساءه الزمان بشيء … لجدير إذن بأن يتسلى"

 

فلا تحزن -كثيرًا- على فقدان ما كنت تتمنى.

وكما يقول صفيّ الدين الحلي "قِسْ على ما قد مضى". قِسْ وتذكر ما جعلك لا تستطيع أن تغمض عينك ساعة من الليل، ثم تبخر كسائر الخيبات، فاستيقظت ذات صباح وقد شغل الارتياح مكان ما كان يكدرك إلى الأبد.

 

إليكَ، من متعب.




إرسال تعليق