نموذج الاتصال

عبثية الحقيقة

 

يذكر نيتشه في مقالة لم تنشر في حياته أن الحقيقة ليست إلا عبث. ويطرح آراء قد تكون بالنسبة لي على الأقل محفزة على الكسل والتموضع قرب أشباه الحقائق وسيلان المعاني. بحسب تصوير فريدريش لما حولنا أن الحقائق هي معنى للبقاء فقط، مثلاً الأمن وحرمة القتل ليس إلا لحفظ البشرية.

فنحن في هذه الحياة لا توجد لنا حقائق إلا بقدر حاجتنا، نحتاج الحُب؟ إذًا هو مُقدس. متى ما انتفت الحاجة إليه وأصبح محفزًا لعدم الإنتاجية أو التآمر -كما في رواية 1984- سيصبح محظورًا على الجميع، وليس إلا كذبة.

وأيضًا في تعاطينا مع الأمور من حولنا، تحتمل عدة تأويلات، لكل موقفٍ وحال حقيقة معينة. وهذا يجعلني أفكر، هل الحقيقة واحدة؟ أم أنها متعددة، وإن كانت متعددة كيف يمكننا أن نتعامل معها. وكيف نأخذ الحقيقة الصحيحة، وأين الخاطئة!
أتذكر قول توفيق الحكيم عن أن الحقيقة لها عدة أوجه. وكلٌ منا يمسك بجزء منها، ومن ثم يقصي بعضنا البعض لأنه يرى أن الجزء الذي يمسكه أحق من الجزء الآخر. ولكني أختلف مع الأستاذ، إذ أن الحقيقة واحدة، ربما نفهمها بطرق مختلفة، ولكن هذا لا يغير معناها.

أن يرى كل الناس أن وجودهم له معنى فهذه حقيقة، ولكن أن يختلف الناس حول المعنى فهذا اختلاف في كيفية الحقيقة لا ماهيتها. فيقول جبران خليل جبران 
"أعطني الناي وغني
 فالغناء سر الخلود 
وأنين الناي يبقى
 بعد أن يفنى الوجود"
 فما دام الوجود حاضرًا فسر الوجود -عند جبران- في ترنيمة الموسيقى، ولكن هذا لا يعني أن سر الوجود عمومًا في الموسيقى.
ويطول الحديث وتتشعب الأقوال..
 
_____

وسوم: #توفيق_الحكيم #نيتشه #جبران_خليل_جبران #الحقيقة




إرسال تعليق