أحترق ببطء،
ربما شارفت على التفحم، ولكني لا أعرف متى اشتعلت، لا أتذكر اللحظة التي كنت بها كاملاً،
الوقت الذي لم أكن به محترقًا، أو محترق جزئيًا، اللحظة التي شعرت بها بالصفاء.
من أين أبدأ في الحديث عن لحظة التداعي، لا أستطيع معرفة متى حدث هذا على وجه التحديد، ما الذي جعلني أتسمر أمام الحاسوب في الثانية والنصف من منتصف ليلة حالكة الظلمة لأكتب.
بالحديث عن لحظة السقوط الحر أتذكر قول مانغويل "عدم استطاعتنا تحديد لحظة الانفجار العظيم" لا يستطيع أحد، ولا أنا، هي لحظة معقدة أطاحت بها شباكي، أو أطحت بها، أو كلنا تشابكنا ببعضنا، ثم جلست إلى الكتابة غير متعاون، بل مرغمًا.
تابعت فيلم "Journeys End" وكان يصور معنى تلاشي العواطف، فيوجد به شرطي كان يُحب، وكلمة "كان" هنا مفصلية لأنه أصبح فيما بعد متبلد المشاعر، غليظ القلب، كان حتام عليه أن يزيح مشاعره جانبًا لظروف الحرب، ولكنه حين تمرس بالقسوة، لم يعد يعرف كيف يعود من هذا المأزق، وينطبق عليه قول فرويد "كأننا أودعنا شيء، ثم لم نستطع العثور عليه" في الكثير من الأحيان نريد أن نحيد شيء جانبًا لبعض الوقت، ولكنه يختفي، يختفي إلى الأبد.
الساعة تقترب من الثالثة، لا أعلم لماذا لم أنم إلى الآن فضلاً عن سبب كتابتي، ربما أردت الحديث عن غموض التصرفات، لا أحب الواضح، مَنْ أعرف مباشرة ماذا سيفعل، والكلمة التي سينطقها، متيمٌ أنا بمن لا أتنبأ بحركته القادمة، يقوم بتحركات مفاجئة للغاية، ويمقت المسارات الطبيعية.
ويستطيع أن يصبح واضحًا، هذا لا يتطلب منه سوى المشاركة في الجمهرة، بيد أنه ينزاح للاختلاف. سأل مجاهد أهل الجبل عن سبب بناءهم بيوتهم هنا رغم مشقة الوصول إليها فأجابوا "الصديق الحقيقي سيجد طريقة للوصول إلينا، وأما الصديق السيء فلا حاجة لنا به." وهذا السبب الذي يجعل الغامض لا ينفك عما يزاول، فإن كنت فعلاً صديقه ستحبه، وستنتظره، وستصله، وإن لم تكن صديقه، فليس بحاجة إلى وضع المساحيق التجميلية ليعجبك من الأساس.
بعد عدد قليل من الأيام سيحل يوم ميلادي، لا أتوقع أن يغني لي أحدهم أو يهنئني بهذا العام الجديد، أساسًا هي عادة غبية وأنا لا أعترف بالعادات الغبية، المهم: قبل أن تنطفئ شموعي لهذا العام، أتمنى أن يكون عام خير، يخلو من العواطف المزيفة، ويملأه أصدقاء غامضون، ولا علاقات مزيفة أكثر.
من أين أبدأ في الحديث عن لحظة التداعي، لا أستطيع معرفة متى حدث هذا على وجه التحديد، ما الذي جعلني أتسمر أمام الحاسوب في الثانية والنصف من منتصف ليلة حالكة الظلمة لأكتب.
بالحديث عن لحظة السقوط الحر أتذكر قول مانغويل "عدم استطاعتنا تحديد لحظة الانفجار العظيم" لا يستطيع أحد، ولا أنا، هي لحظة معقدة أطاحت بها شباكي، أو أطحت بها، أو كلنا تشابكنا ببعضنا، ثم جلست إلى الكتابة غير متعاون، بل مرغمًا.
تابعت فيلم "Journeys End" وكان يصور معنى تلاشي العواطف، فيوجد به شرطي كان يُحب، وكلمة "كان" هنا مفصلية لأنه أصبح فيما بعد متبلد المشاعر، غليظ القلب، كان حتام عليه أن يزيح مشاعره جانبًا لظروف الحرب، ولكنه حين تمرس بالقسوة، لم يعد يعرف كيف يعود من هذا المأزق، وينطبق عليه قول فرويد "كأننا أودعنا شيء، ثم لم نستطع العثور عليه" في الكثير من الأحيان نريد أن نحيد شيء جانبًا لبعض الوقت، ولكنه يختفي، يختفي إلى الأبد.
الساعة تقترب من الثالثة، لا أعلم لماذا لم أنم إلى الآن فضلاً عن سبب كتابتي، ربما أردت الحديث عن غموض التصرفات، لا أحب الواضح، مَنْ أعرف مباشرة ماذا سيفعل، والكلمة التي سينطقها، متيمٌ أنا بمن لا أتنبأ بحركته القادمة، يقوم بتحركات مفاجئة للغاية، ويمقت المسارات الطبيعية.
ويستطيع أن يصبح واضحًا، هذا لا يتطلب منه سوى المشاركة في الجمهرة، بيد أنه ينزاح للاختلاف. سأل مجاهد أهل الجبل عن سبب بناءهم بيوتهم هنا رغم مشقة الوصول إليها فأجابوا "الصديق الحقيقي سيجد طريقة للوصول إلينا، وأما الصديق السيء فلا حاجة لنا به." وهذا السبب الذي يجعل الغامض لا ينفك عما يزاول، فإن كنت فعلاً صديقه ستحبه، وستنتظره، وستصله، وإن لم تكن صديقه، فليس بحاجة إلى وضع المساحيق التجميلية ليعجبك من الأساس.
بعد عدد قليل من الأيام سيحل يوم ميلادي، لا أتوقع أن يغني لي أحدهم أو يهنئني بهذا العام الجديد، أساسًا هي عادة غبية وأنا لا أعترف بالعادات الغبية، المهم: قبل أن تنطفئ شموعي لهذا العام، أتمنى أن يكون عام خير، يخلو من العواطف المزيفة، ويملأه أصدقاء غامضون، ولا علاقات مزيفة أكثر.