مهلاً...| 1
دانتي.. دانتي، هل تسمعُ ندائي؟ تركتني هُنا.
أنا لا زلتُ عالق، لم أستطع الوصول إلى القنطرة، تعال لنذهب سوياً، ما بالك تجاوزتني،
دانتي أجبني!
ذهب إلى الجنة وتركني؟ ما هذا العالم؟ هل أولئك الجنود سدنة الجحيم، هل هم ينظرون إليَّ؟ لم أفعل شيئاً أبدًا أبدًا، دانتي أجبني، تبًا.
كانت تلك كلماتي الأخيرة قبل أن أقع في أيدٍ لم تعرف الرحمةَ يوماً، جذبتني إليها وغادرت بجسدي الذي بات مرتعاً للصدمات.
هو تجاوزني نعم، استطاع العبور، ولكني لم
أعبر، لم أستطع التجاوز، قَصُرتْ رجلي دون الولوج إلى «المطهر»، لم أعبر، بات الوفاء
حاجزًا بين رغبتي واشتياقي وبين خَلاصي.
أراهم.. نعم أراهم على يميني وشمالي، يمعنون النظر، بتُ فريسةً سانحة أمام الفاتكان (القلق، واليأس». «أنا شهيد» قلت هذه الكلمة قبل أن يغرس القلق أظفاره النتنة في عُمقي، وقبل أن يُكبلني اليأس.
ذهب إلى الجنة وتركني؟ ما هذا العالم؟ هل أولئك الجنود سدنة الجحيم، هل هم ينظرون إليَّ؟ لم أفعل شيئاً أبدًا أبدًا، دانتي أجبني، تبًا.
كانت تلك كلماتي الأخيرة قبل أن أقع في أيدٍ لم تعرف الرحمةَ يوماً، جذبتني إليها وغادرت بجسدي الذي بات مرتعاً للصدمات.
أراهم.. نعم أراهم على يميني وشمالي، يمعنون النظر، بتُ فريسةً سانحة أمام الفاتكان (القلق، واليأس». «أنا شهيد» قلت هذه الكلمة قبل أن يغرس القلق أظفاره النتنة في عُمقي، وقبل أن يُكبلني اليأس.
«تجاوزتها من قبل» نعم تجاوزت هذا المكان، ولكن لماذا عدت، ما الذي جعلني أُحبُ مرةً أخرى وآتِ للجحيم، ما الذي جعلني… آه، إن القلق لا يترك لي لحظةً أفكرُ بها.
دانتي الحقير! يبتسمُ من الضفة الأخرى ويقول «لماذا لم تتجاوز، أنا استطعت التجاوز»، كيف لهذا المسخ أن يفهم، كيف له أن يستوعب، كيف له أن يعقل أن التجاوز ليس قرارًا، وأن الوقوع ليس إرادة.
كُن كما أنت حقيرًا، ولوَّح لي من على برجك في الضفَّة الأخرى، أنا هُنا نعم، لا يحق لي أن أتفوه بالشتائم وأنا عبدٌ لليأس ولكن صدقني سأتحرر يومًا، سأقترن بغيرك، سأتنكر، سأختبئ في حصِان، سأغير طريقي.
ألم يقل ڤيرجيلو «إذا أردت النجاة من هذا المكان الموحش، فأجدَى عليك أن تسلك طريقاً غيره، لأن هذا الوحش الذي يبكيك، لا يدع إنساناً يمر في طريقه، بل يعوقه كثيرًا إلى أن يقتله».
خساراتكَ كثيرة، وخساراتي كذلك، ولكني أخسر في لحظتها، أموتُ في الثواني والساعات، أبكي، أشعل السيجار، أغُني بحنجرةٍ مثقوبة «ما انكتبنا لبعضنا، وش نسوي الشكوى لله»، أصرخ، أنتفُ شعر ذقني، أصاب بلوثة جنون.
أطلُ في المرآة، بعد تلك المعركة بيني وبيني وأجد آثارها واضحة المعالم، نعم أنا أخسر، ولكن خساراتك أنتَ مؤجلة، ستخسرهم كلهم، صبرًا يا أنجس من كلب -لم أستطع كبح جماح نفسي دون شتمك-
في الجحيم أردد «لن يكتب الرب لنا العبور، إلا وقد تجاوزنا المآسي كلها، سنعبر، كلي ثقة»
أنظر إلى اليأس وهو ينظر إليَّ، وكأننا بدأنا نتآلف، أرجو أن لا يكون هذا صحيحًا، لا أريد لليأس أن يستبد بي، لا أريد أن أقيم صداقة معه… آه إن القلق يمنعني حتى من التفكير.