نموذج الاتصال

في: العجلة



أعزل وورائي مسلح, لا أملك إلا الهرب أمام وابل الرصاص, هربي ليس ضعفًا ولكنها غريزة البقاء التي تحتم عليّ الفرار, بعد هنيهة من المحاولات المضنية لقتلي, يمد لي الليلك ويتكلف الانحناء بطريقة ميلودرامية ويمضي بعدها إلى ما يريد..

لن أستطيع المواصلة في دهاليز التقلبات ومحاولة التأقلم, سأحيا متأهب الأعصاب وأنا لا أريد هذا, لن أترك الركن الهادئ يُنسى تحت ركام الغبار وأنا ألهث إلى تعاستي بنفسي.
سأمضي, كنت وحيداً أم معها, هذا لا يهمني كثيرًا, المهم لدي أن لا أتوقف, تنهكني الجِراح, تملأ فؤادي تناقضاتها, أحاول إيجاد تفسير لها, صحيح أنني أخشى أن اكمل الطريق لوحدي, ولكنني سأكمله رغم خشيتي.

لا غرابة أن تغرز يوماً من الأيام حربة الفراق بعنقي, تذهب لتشتمني بالمنشوراتتتهمني بالخيانة, ولربما أرسلت معزوفة ليحن لها قلبي التي هي فارقته منذ زمن, امرأة غريبة, ولربما هكذا الجميلات يتمتعن بكمٍ لا بأس بهِ من الغرابة.
عُذرًا على الجملة السابقة, بدوت مغرمًا قليلاً, بل كثيرًا, وكأني أدندن أغنية غرامية, ولكنني سأرحل بعيدًا عنها, لازال على الأرض متسع للغرباء.

ما أعرفه جيدًا: أنني سأقف وأنظر بابتسامة لأيامي المنصرمة, فرغم كل ما حدث, كانت رائعة, وكأنها ليالي سُرقت من الجنة, أرفع لها قبعتي وأنا أسير لوحدي, وأتذكر.



2 تعليقات

  1. و كأنني وأنا اتنقل بين هذه المفردات الجميله و الكم الهائل من المشاعر و الأحاسيس أركض حتى أصل للنهايه ، أبدعت حقاً

    ردحذف