يقول غازي القصيبي:
"وعدتُ
من المعارك لستُ أدري ... علامَ أضعتُ عُمري
في النزالِ"
كُل ما هممت
بالاختلاف مع أحدهم تذكرت قول القصيبي هذا وأحجمت عن تلك المعركة لأجل أن لا أضيع
عمري بالنزال مِن غير طائل , فإن الساعات أو الليالي أو حتى الشهور التي ستتكبّد بها عناء إثبات
أن وجهة نظرك صحيحة, مِن الأولى استثمارها بما يفيد البلاد والعباد ويُفيدكَ أنت
أيضًا أما مسألة الاحتقان الأعمى لا تؤثر إلا على صاحبها وتجلب إليه الضغط والسكر
وممكن (يطق له عرق) بأسوء الأحوال
تتبادر إلى ذهني
مشهدية غازي القصيبي وهو خارج من المعارك وتبدو على ملامحه علامات الكدر والتعب
والحيرة, يفتش عن أسباب انخراطه بالمعارك وتلقي طعنات السيوف والرماح ولا يجد أي
سبب يذكر
أحيانًا كلمة أحترم
وجهة نظرك تكفيك عناء النقاش العقيم حتى وإن كانت وجهة النظر تلك لا تستحق.
هناك مثل قديم يقول
(شراء الراحة أهم من شراء الغذاء) والحقيقة أنه لا يوجد مِثال بهذا الشكل، ولكن لم
أجد ما يدعم كلامي من الأمثال فأتيت به، خلاصة القول أنني قررت بَدءً من اليوم أن
أعتزل جميع النقاشات بهذا العالم وأذهب إلى رُكنٍ ركين هادئ مُحاط بهالة تحميني من
الأصوات الأخرى، أجلس بزاوية، أكتب لِمن يقرأ، وأقرأ لمن يكتب